لحظات طويلة من الصمت ، يقطعها الانين المتواصل لمروحة السقف
حجرة صغيرة ، بها محتويات ملخبطة ، اللوحات المعلقة على الحائط ، كنبة وكرسين ، مكتب خشبى عريض
تطل الغرفة على الشارع خلال شباك خشبى صغير
ولا تقطع الصور المتلاحقة امام عينى وافكارى المتخبطة الا أنين المروحة ، وأصوات تأتى وتختفى من الشارع
أنظر حولى وأحاول النظر ، وتثبيت عينى فى عينيه ، أجده ينظر لى ، فى عينى كل منا تساؤل
وداخلى لا أستوعب ... وسؤال يطل من رأسى .... لماذا؟؟؟؟؟
أجلس فى الحجرة مع أقرب رجلين لى فى الحياة ، وبالرغم من ذلك أجد نفسى وحيدة ، وحزينة
تتلاحق الصور أمام عينيه ، اتذكر لحظات جميلة سعيدة حييتها قبل ذلك واحاول الابتسام .... لكنى رغما عنى اجد الدموع تنهمر وتتساقط من عينيى ....
يقطع افكارى وتأملاتى بكل ذلك صوت رجل غريب .."يا باشمهندسة قولى ورايا"
طلب منى أن أكرر بعض الكلمات الحمقاء وراءه ... وفعلت ، رددتها دون وعى
ثم طلب منى أن أوقع بعض الاوراق....
وقفت ، ووجدت قدماى تخوننى ، ولا تكاد تحملنى ...
امسكت بالقلم .. ويدى ترتعش بشدة ، أحاول متذكرة كيف أكتب أسمى .. وما يعنيه أسمى وتوقيعى بدون روحى ...
تمتمت ببعض كلمات الشكر للصوت الغريب ، وتوجهت نحو باب الحجرة ، دون انتظار من معى ...
وسرت فى الشوارع أسأل .. لماذا ؟؟؟
لماذا يعطينا القدر أشياء ، ثم يسرقاها منا ؟؟
هل نتعلم ؟؟؟ هل نفهم الحقيقة ؟؟؟ وهل هناك حقيقة ؟؟؟
أم انه كله مجرد عبث الاقدار ...
لا أفهمك أيها القدر .... وأجدنى أسئلك أشياء قد لا تحملها لى .....
ولكنى سألتك ولم تستطيع أجابتى ... لماذا ؟؟؟؟؟